المجلة | حــديث |عنْ أبِي ذَرّ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

عنْ أبِي ذَرّ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أفْضَلُ الأعْمَالِ الْحُبّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي الله" رواه أبو داود.
يرشدنا الحديث الشريف إلى أفضل الأعمال التي يمكن للعبد أن يفعلها، وهي الحب في الله والبغض في الله، فالحب في الله من الإيمان، والمتحابون في الله لهم الأجر الجزيل يوم القيامة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم القيامة في يوم لا ظل إلا ظلي) رواه الإمام أحمد، وعنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة عمداً من ياقوتة عليها غرف من زبرجد لها أبواب مفتحة تضيء كما تضيء الكواكب قيل يا رسول الله من يسكنها قال المتحابون في الله) رواه البزار. ومن السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" معناه اجتمعا على حب الله وافترقا على حب الله، أي كان سبب اجتماعهما حب الله واستمرا على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال اجتماعهما وافتراقهما، واعلم أن المحبة تكون مباحة بأن يحب عامة الناس وتكون مكروهة وهي محبة الدنيا وتكون نافلة وهي محبة الأهل والولد وتكون فرضاً وهي محبة الله ورسوله. ومحبة الرسول مستلزمة لمحبة الله تعالى قال تعالى: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقال سهل بن عبد الله في قوله تعالى: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة} وهي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم {وباطنة} وهي محبته وقيل الظاهرة الإسلام والباطنة غفران الذنوب. كذلك فإن البغض في الله من أفضل الأعمال وذلك إنما يكون لأمر يسوغ له البغض: كالفسقة والظلمة وأرباب المعاصي. قال ابن رسلان في شرح السنن: فيه دليل على أنه يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في الله كما يكون له أصدقاء يحبهم في الله، بيانه أنك إذا أحببت إنساناً لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله فإن عصاه فلا بد أن تبغضه لأنه عاص لله وممقوت عند الله فمن أحب لسبب فبالضرورة يبغض لضده وهذان وصفان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر وهو مطرد في الحب والبغض في العادات انتهى. ومن البغض في اللّه بغض كثير ممن ينسب نفسه للعلم في زمننا لما أشرق عليهم من مظاهر النفاق وبغضهم لأهل الخير فيتعين على من سلم قلبه من المرض أن يبغضهم في اللّه لما هم عليه من التكبر والغلظة والأذى للناس قال الشافعي: عاشر الكرام تعش كريماً ولا تعاشر اللئام فتنسب إلى اللؤم ومن ثم قيل مخالطة الأشرار خطر ومبالغة في الغرر كراكب بحر إن سلم من التلف لم يسلم قلبه من الحذر.

المزيد